روائع مختارة | قطوف إيمانية | عقائد وأفكار | لماذا لا نعود: والسبب هم اليهود

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > عقائد وأفكار > لماذا لا نعود: والسبب هم اليهود


  لماذا لا نعود: والسبب هم اليهود
     عدد مرات المشاهدة: 2729        عدد مرات الإرسال: 1

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صل اللهم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أكتب هذه الكلمات والكل على علم بالحالة العصيبة التي تمر بها هذه الأمة الكريمة المفضلة حالة تمزق وتشتت واضطراب ما خلق جوًا ملائمًا لنشاط الأعداء الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر في كل آونة وحين.

وما يبقى الحليم لهوله حيرانًا هو غفلة كثير من المسلمين عن أعدائهم وعن مخططاتهم الهادفة للقضاء عن الإسلام وأهله، وليست هذه الحرب المعلنة من قِبل اليهود وأعوانهم هي وليدة اليوم بل هي معلنة مند أول يوم صدع رسول الله - صلي الله عليه وسلم- بالدعوة.

فلا غرابة فيما نشاهده اليوم من إساءة للإسلام ولكن الغرابة في كيفية تلقي أهل الإسلام لهذه الإساءات وكيفية صدهم لهذه الحملات الصليبية التي ظهرت للعيان.

الغرابة في كون كثير من المسلمين لا يزال يشك في كونها حربًا صليبية معلنة بدايتها كانت من العراق كما كانت من قبل.

الغرابة في كون كثير من المسلمين لم يتعلموا دروس أسلافهم وأجدادهم وكيفية تصديهم لهذه الحملات.

سلفنا الصالح - عليهم رضوان الله-:  كانوا يتصدون لحملات دول الكفر بالرجوع أولا إلى الله لأنهم يعلمون أن سبب تسليط العدو عليهم هو الابتعاد عن الله.

سلفنا الصالح - رضوان الله عليهم-:  على علم بخطورة اليهود أشد عدوا للمسلمين.

تعالوا بنا أحبتي في الله نقف مع هذه الآية الجليلة فخير ما نتآنس به ونركن إليه هو كتاب الله وخير ما نتحاكم إليه سنة رسوله - صلي الله عليه وسلم- وما بعدهما ضلال مبين.

يقول الباري سبحانه وتعالى: " ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64].

يخبر تعالى أن طوائف اليهود سيظلون إلى يوم القيامة يعادي بعضهم بعضاً، وينفر بعضهم من بعض، كلما تآمروا على الكيد بالمسلمين بإثارة الفتن وإشعال نار الحرب ردَّ الله كيدهم، وفرَّق شملهم.

وسبب ذلك يعود إلى ما يرتكبونه من معاصي وآثام وما ينشرون من فساد كبير بين الناس وهو ما أوجب غضب الرب - عز وجل- عليهم.

فائدة جليلة:

فليحذر المسلمون من اتباع هذا السبيل من نشر للفساد وخروج عن الجادة أن يوردهم هذه الموارد ويؤول أمرهم إلى هذه النهاية وهي من سنن الله تعالى في خلقه.

وحال المسلمين اليوم من الشتات والضياع وما نشب بينهم من فتن وبغضاء وعداوة هي من جراء اقترافهم للذنوب والآثام والسعي الحثيث لإفشائها ونشرها وهذا ما سبب مقت الله وغضبه وأليم عقابه.

يجب علينا أن نعي جيدًا مثل هذه الآيات ولتكن مشكاة تضيء لنا ما نحن عليه من ظلمات بعضها فوق بعض.

وعلينا أن ننتبه لما يدور من حولنا من أحداث والتي هي من جراء ما تصنعه أيدي اليهود المتلبسة بالخبائث وليس بلبيب من لم يشتم هذه الروائح النتنة والقذرة التي تنبعث من وسط هذه الفتن، وقد يتلذذ مريض القلب بما تقشعر لنتنه جلود أهل العافية.

وصدق من قال:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله   وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم.

من وسائل المكر:

إن من مكر اليهود وكيدهم ما صنعوه من وسائل وأجهزة أزالت عقول كثير من الناس من أماكنها وهي شبيهة بعجل السامري الذي اتخذه من أجل التلبيس عن الناس وتزيين الباطل لهم وتشكيكهم في الحق.

ووسائل اليوم ليست ببعيدة عن هذا المقصد وهذا الهدف وربما نتيجتها أخطر وأكبر، فقد ضلوا بها وأضلوا كثيراً ممن انبهروا بزخرفها وليس لهم أدنى دراية عن نوايا أصحابها من نشر للفساد، والله لا يحب المفسدين.

إن واقع أمتنا الذي يشكو من الانحلال الخلقي والفساد الذي عمَّ وانتشر انتشار النار في الهشيم بسرعة فائقة هي بفعل ما تصنعه هذه الأيدي الخبيثة والتي سهلت لها هذه الوسائل نقل ونشر الفساد.

لفتة:

المتتبع لتحاليل المحللين ونقاش وحوار المتخصصين أو غيرهم لا يلتمس أدنى إشارة إلى هذه الآيات التي تبين أن المفتعل لهذه الحروب والفتن هم اليهود.. . ! فلماذا لا نناقش ونحاور بالقرآن الكريم وبالسنة المطهرة.. ؟ ! لماذا نهجر كلام الباري سبحانه وتعالى العليم بأحوال اليهود وقد أنزل في كتابه وفصل لنا طرق وحيل ومكائد أهل الكتاب وقال جل وعلا: ﴿ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ ﴾ [البقرة: 217].

فمن الواجب على أمة الإسلام أن لا تغفل عن كيد اليهود المتآمرين على المسلمين في كل عصر ومصر وعليهم أن يتتبعوا أخبارهم ويحاولوا إفشال مخططاتهم الهادفة للقضاء على شوكة المسلمين وإثارة الفتن بينهم وذلك بدعوة المسلمين إلى التمسك بحبل الله والاعتصام به وينذرونهم من الفرقة والتنازع الذي يؤول للفتنة وهي مستنقع اليهود فهم كالجراثيم التي لا تنشط إلا في الأجواء والمياه العكرة.

إن ما يحدث اليوم في بلاد العرب والمسلمين من إثارة للفتن وترويج للفرقة هي من مخططات اليهود وأعوانهم ممن أشربت قلوبهم بحب الفتنة والترويج لها.

وليس ببعيد ويرى المخدرون بأفيون الفتنة مصيرهم الحتمي والذي آل إليه الذين من قبلهم من الخزي والعار والشنار وهذا بصدهم عن سبيل المخلصين من علماء ودعاة الخير الذين يلاقون نفس مصير الأنبياء من قبل من التكذيب والقذف بالباطل والتشكيك في ما يدعون إليه من الوحدة والترابط والعودة إلى الله.

ويا لخيبة هؤلاء حينما تراهم بعد أن تخمد نار الفتنة بإذن من الله تراهم يتبعون أذناب البقر ويتسللون لواذًا من أوطانهم خشية العار ثم يكون مصيرهم قول الباري سبحانه وتعالى في أمثالهم: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾ [الأعراف: 175]. كان شيخاً أو عارفاً أو داعياً إلى الله فلما عرضت عليه الفتنة انقلب على وجهه و اتبع هواه وراح ينبح فيها نبح الكلاب وسل لسانه لاهثاً وراء كل دعوة مضلة يجري تحت كل راية عمياء يخبط في الفتنة خبط عشواء.

إخوة الإيمان:

إن من أعظم دروس هذه الفتن هو أن الله تعالى ليس بتارك أحداً قال آمنت حتى يمر على قالب الفتنة فيميز الخبيث من الطيب والمؤمن من المنافق والصالح من الطالح والصادق من الكاذب. ﴿ ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت: 1 – 2].

أخي:

وأنت تتبع سير الناس في هذه الأحداث ترى بأم عينيك كيف يخوّن الأمين ويأتمن الخائن ويكذّب الصادق ويصدّق الكاذب وحينها تعلم قول الباري سبحانه وتعالى: ﴿ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾ [الرعد: 13]، وهو شديد الحول والقوة والبطش بمن عصاه.

وموقفك أنت يا عبد الله هو التمسك بمنهج الصالحين الذين من حولك من مشايخ وعلماء ومخلصين ممن جعلهم الله مصابيح يهتدي بها الناس في وقت ظلامهم.

واحذر أن تخالف نهجهم فقد والله خالفت نهج الأنبياء وبالتالي فماذا عساك تنتظر سوى نهاية أليمة وعاقبة وخيمة: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم كن لنا ولا تكن علينا. اللهم ارفع عنا مقتك وغضبك.

اللهم اجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الكاتب: عبدالله لعريط

المصدر: موقع عودة ودعوة